حماة في القلب … ما وراء المجزرة


اليوم على طوله وما سبقه من ايام وددت أن اتكلم وأكتب ولو كلمة عم حماة, فخطرت لي عدة افكار وعدة مسارات لاتبعها في كتابة كلمات عن حماة ضمن الحملة التدوينية

ولكن أصابعي لم تستطع ان تكتب كلمات تليق بحماة وبمقدار ما قدمت وما ذاقت …

ولكن أقول على عجل:

ما حصل في حماه كان درسا الاهيا لاختبار الناس ليذوقوا شيئا من عذاب الله, كان جزاءا لأهل سوريا وخاصة ممن وصلت بهم الأحوال الى الغلو في الدين أو التكبر على الخلق أو التعالي على الناس أو أكل المال بالحرام

كانت لتقول للناس أنكم دون وعي لا تساوون شيئا, فأخطاء الناس ككل ومنهم الإخوان وقادتهم كانت بعض أسباب ما حصل

بعض أهل المدن وصل بهم الأمر الى التعالي على أهل الريف والقرى, واستعمال بناتهم للعمل في البيوت أو أشياء أخرى, واستعمال الرجال كخدم, مما جعلهم يحصرون في قلوبهم سعيا منهم لأي انتقام

كثيرون من الناس غالوا في الدين بسبب جهلهم وعدم وعيهم الكافي, هم تدينوا بسبب الجو العام الذي عاشوا وتربوا فيه, ولكن نسينا أن الغلو في الدين والافراط يعتبر مشكلة كبيرة جدا

لا يعني أن الناس كلهم هكذا ولكن اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة …
وربنا أمر ملائكته أن ينزلوا عقابه على قرية فقالوا إن فيها فلان العابد, قال تعالى: به فابدأوا,

لماذا يا رب, والجواب بكل بساطة لأن وجهه لم يكن يتمعر عند رؤية حرمات الله تنتهك ومعصية الله يشهر بها صاحبها في الطريق ووووو (الجواب هنا استقراء وليس من كلام رب العالمين)

ثم إن علينا أن لا ننسى ان ظلمنا لبعضنا كبشر لا ينساه الله ولا يتجاوزه ولا يتغافل عنه

وعلينا أن نذكر مليا أن الاختبار والابتلاء إنما لتصفية الناس في مراتبهم الحقيقية عند رب العالمين ليميز الله الخبيث من الطيب والغث من السمين

مضت أحداث حماه وازداد ظلمنا لانفسنا تحت رعاية العصابة البعثية الحاكمة ….
وربنا تعهد علينا بسننه ويبدوا أنها ستطبق علينا واحدة تلو الآخرى

كان ولم يزل علينا أن نتذكر حماه ونستعيد ذكراها كل سنة لنعلم ان أحد أسبابها كان ظلمنا لأنفسنا بشكل أو بآخر,
كان السبب هو ظلمنا لبعضنا, نعم لبعضنا: مقولة “ما دخلني” الشهيرة تعتبر وباء قاتل استشرى في الناس تلك الفترة وأعمل عمله فيهم فتخاذلوا عن حماة ومجزرتها وغيرها من المجازر في دمشق وحمص وادلب وحلب ….

“فخار يكسر بعضه” مرض خطير بل طاعون قتل الكثير من البشر …..

لو لم نظلم أنفسنا وبعضنا لكان الناس وقتها صفا واحدا منعوا امثال حافظ وصلاح حديد وأبو عبدو الجحش (امين الحافظ, وهذا لقبه المعروف وليس من عندي)

ونحن اليوم نظلم انفسنا ونظلم حماة إن سمحنا لأنفسنا بظلم ما, أو تهاونّا في نصرة حماة بتقديم مجرميها للمحاكمة والمساءلة

وبمنع ارتكاب أخرى ….
ربما تأخرنا فالمجازر حصلت في درعا ودمشق وحمص وحماه ودير الزور وادلب واللاذقية …
ولكن الوقت لم يفت بعد …

ربما علينا أن ندفع ثمن الأربعين سنة الماضية لتخاذلنا وصمتنا نحن وآباءنا …

ولكن اقتضت سنة الله أن نعود اليه بالكامل ليكون معنا بالكامل لننتصر النصر المبين …
هيا بنا نمنع السبب وهو الظلم ولننظر الى المشكلة كيف تحل بذات نفسها …

الأوسمة: , , , , , , , , , ,

أضف تعليق